للوهلة الأولى، قد تبدو قصة غريبة لا يستطيع العقل تصديقها.. ولكنك عندما تسمع صاحبتها وهي تحكيها بمرارة من ذاق لوعتها يمكنك أن تستشف صدق الإنسان الذي يعيش محنة حقيقية. تحكي "أم نادر" قصة ابنها، قائلة: تزوج ابني من سيدة آسيوية الجنسية منذ 12 عاماً وأنجب منها ابنة تعيش معه حالياً وشاءت الأقدار أن يكتشف "نادر" بعد فترة قصيرة من زواجه منها أنها تتعامل مع مشعوذين وسحرة لتحكم سيطرتها عليه وعلى أسرته فأرسلها إلى أهلها بموطنها الأصلي حتى تسترد رشدها - حسب قولها - وذلك من دون أن يطلقها.
وبعد حوالي ستة أشهر سافر إليها مع أخيه ليعيدها - خاصة بعد أن علم بأمر حملها- وزار أهلها وأعطاهم عنوان سكنه هناك فزاره والدها وطلب منه الذهاب معه لبيته ليتفاهما في الموضوع وهناك أجبره والدها على تطليقها تحت التهديد بالسلاح وأرغمه على دفع مبلغ مالي كبير. وبعد عودته إلى أرض الوطن فوجئ باتصال هاتفي منها ترجوه أن يعيدها إلى عصمته وعندما رفض طلبها هددته بالانتقام منه ومن أسرته. واستطردت "أم نادر": وبعد سنتين من ذلك فوجئنا باتصالها من رقم داخلي علمنا أنها دخلت البحرين بجواز مزور وتأشيرة جديدة حيث جلبتها إحدى الخاطبات لتزوجها لكهل بحريني لا يعلم عن أمر زواجها السابق شيئاً وهددتنا أنها لن تدعنا نهنأ بحياتنا. وتؤكد: لقد نفذت وعيدها فمنذ ذلك الحين ونحن محاصرون بالأمراض والمشاكل وقد منعت بناتي عن الزواج فلا تكاد الواحدة منهن تخطب حتى تطلق وأصبحنا نداوم على قراءة القرآن الكريم ولا يهدأ حالنا إلا بقراءته إضافة إلى استمرار زيارتنا لمشايخ الدين الذين يقرأون الآيات القرآنية على ابني.
وأضافت: قبل حوالي أربعة أشهر أخذت "نادر" للعلاج بالقرآن في دولة آسيوية إسلامية وتحسنت حالته ولكن بمجرد عودتنا للبحرين - في عيد الأضحى الماضي- تعرض لحالة لم يعرف لها الأطباء سبباً عضوياً فقد أصيب بشلل جزئي وأصابه اعوجاج في جزء من وجهه إضافة إلى أنه أصبح يخرج لسانه بطريقة غريبة ولم يتعاف إلا بعد أن قرأ عليه أحد شيوخ الدين القرآن لمدة تسع ساعات متواصلة. وقالت: بحثنا عنها في كل مكان ولم نجدها وما إن نعلم عن مكان لها حتى تغيره قبل أن نصل إليها وذلك لأن عددا من معارفها الآسيويين يتسترون عليها وطرقنا كل الأبواب على أمل مساعدتنا في العثور عليها إلا أن أحداً لم يقف معنا أو يساعدنا. وتمنت "أم نادر" أن يمد المسئولين لها يد العون للعثور عليها وإبعادها عن البلاد الذي دخلته بجواز سفر مزور.
أما فاطمة- الابنة ذات الأحد عشر عاماً- فهي بالرغم من كل ما تعيشه من آلام بعد والدتها عنها وآلام رؤية والدها طريح الفراش بسبب تعذيب أمها له بشعوذاتها وأعمالها السحرية إلا أنها تأبى إلا أن تكون في مقدمة زميلاتها المتفوقات. تقول فاطمة: أريد أن أقول لأمي - إن كانت لا تزال تستحق هذا اللقب- كفاك عبثاً بحياتي وحياة والدي وجداي وعماتي وأعمامي فهم أسرتي التي احتضنتني وأسبغت علي كل ما حرمتني أنت منه من عطف وحنان. وأضافت: عندما علمت أن أمي في البحرين تمنيت أن تأتي لتراني أو أن ترفع سماعة الهاتف- على الأقل- لتسأل عني لا لتهدد بتعذيب أسرتي والانتقام منهم. وحثت فاطمة أمها على أن تستفيق من غفلتها وأن لا تنسى الله فهي مسلمة والمسلم لا يترك نفسه الأمارة بالسوء لتقوده. فاطمة تأمل من حضن الوطن الكبير الذي احتواها ليعوضها حنان أمها أن يعينها على ما تعيش به مع أسرتها من مأساة لتتمكن من مواصلة درب التفوق الذي اختطته لنفسها، وأكدت أنها تريد إبعاد أمها عن البحرين ليبعد شرها عنهم